الاثنين، 25 يوليو 2011

حصة تعبير وإنشاء



لطالما راودتني رغبه في الكتابه فكانت كتابة القصص القصيرة هي أكثر ماتستهويني,,

منذ طفولتي كانت كتب قصص للأطفال التي كنت اراها في رفوف المكتبات  تجذبني,, لم أكن اجرأ ان اطلب من أخي ان يشتري لي واحده,, لاني أعلم أنه ليس لديه الا 20 ريال اعطته اختي واوصته ان يشتري كتاب اطلس للخرائط وعلبة ألوان زيتيه..

حتى اني لم أكن لاطلب من والدي العزيز رحمه الله  لانها ليست من لاوازم الدراسه مع انه بداخلي متأكده من عدم اعتراضه لانه رجل مثقف محب للقراءة ولكني لم اكن بتلك الطفله المتطلبه...

كانت هناك صحيفة  محليه في كل يوم اربعاء تحرص ان تضع في صفحتها ماقبل الاخيرة صفحه خاصة للاطفال تضم قصة قصيرة...
في كل مره حين تصل الصحيفة في ذلك اليوم,, كنت اسبق حتى والدي  لاحظى بقراءة القصة المطروحه,,
ثم انتقل لاخوتي الصغار المنتظرين لاحكي لهم ماقرأته بأسلوبي الخاص..
لكن لم يطل الامر حتى تفاجأت ان الصحيفه الغت صفحة الاطفال ووضعت بداله صفحة للفن والطرب الاصيل , خيبة امل انتابني خاصة وانا ارى اخوتي الصغار وهم يسألوني ماهي قصة اليوم ,,لم أشأ ان اخيب املهم هم ايضا
فقررت ان احاول تأليف قصة قصيرة  فبعد دقيقة صمت بدأت ارتجل في القصة واسترسل فيها وعندما انتهيت انتابني شعور من السعادة  التي لا توصف  لمقدرتي على تأليف قصة و لرؤيت علامات الاستمتاع من اخوتي الصغار وحماسهم..

المحزن في الموضوع ,, بأني كنت انتظر بفارغ الصبر ان يصبح من بين جدولي الدراسي مادة التعبير ,,ولكن ما ان ابتدأت اول حصة في مادة التعبير حتى ادركت انها مادة خاويه لا معنى لها من معلمة هي في الاصل معلمة لمادة الرياضيات و تطلب موضوع لا وجود له الا في الرسوم المتحركة كاهايدي وهو وصف فصل الربيع وبشرط ان لايتعدى الموضوع خمسة اسطر مع  مراعات عنصر اساسي و مهم جدا يجب ان يتوفر في الموضوع  وهو علامات الترقيم,,
كنت متفوقه في دراستي وكنت سأحصل على الترتيب الاول من بين طالبات صفي  لولا تدني درجاتي في مادة التعبير,,
مازلت اذكر تلك التعليقات الساخره التي اتلقاها من قبل اهلي حين يرون ان اقل درجة احصل عليها هي في مادة التعبير في حين درجاتي كامله او تقترب من الكمال في كل المواد,,نعم انا لا الومهم ربما لهذا اخفي مدونتي عنهم
 
صرت اتمنى ان اتخلص من هذه الماده بأي وسيله حتى اني فضلت القسم العلمي عن الادبي لاتحرر من هذه الماده ,,
ولكن الصدمه حين دخلت معلمة العربي وتخبرنا ان غدا لدينا حصة تعبير,, همست لصديقتي ضاحكه اقول: ربما تعتقد انها دخلت في صف من صفوف الادبي,, لترد علي بأنه يوجد حصة تعبير مقرره ايضا لصفوف العلمي شهقت واسودت الدنيا في عيني وكنت سوف أكون في عداد الموتى لولا اني سمعتها تقول : ولكن في الصف  الثالث سوف تقتصرالمادة على صفوف  الادبي 
سنة اخرى علي ان اتحمل المادة
الغريب في الموضوع ,,,ماحدث في الحصه الوداعيه لهذه الماده حينما اخبرتنا المعلمة بان الموضوع الاخير سيكون بعنوان قصة قصيرة ومابين استهجان واستياء الطالبات من هذا الموضوع , كانت ردت فعلي معاكسه تماما
شعرت اني عدت تلك الطفله في عمر الثامنه,, تحمست جد للموضوع ووضعته من اولويات الواجبات التي يجب انجازها في هذا اليوم,, بالرغم انه كانت لدي مهلة طويله

كتبت قصة حملت عنوان  مازلت انسان,  تتحدث عن  طفل من ذوي الاحتياجات الخاصه , واخترت ان اطلق على بطل قصتي اسم يزيد..
  بعد ان وصلت للسطر الاخير قررت ان اجعل اخوتي يقرؤن قصتي لاشتياقي ان اعيد الى ذاكرتهم تلك الايام .. ورغبتي ان ارى وجوههم التي تعلوها الدهشه والاعجاب وكأني واثقه من حبكي للقصة واحادثها
لم يخب ظني بأخوتي نعم رأيت تلك الملامح وبادروني بالسؤال (القصة من تأليفك ؟؟) طبعا عبارت المدح الي رأيتها منهم  ((من الصعب سماع عبارات المدح تتنقل بين الاخوات ))حينما سألتهم حلوة القصة  ؟؟ اجابو بهز الرأس اسفل ثم اعلا مرتين

لم استطع ان انتظر حتى اسمع رأي صديقتي المقربتين اللتين  استعن بكتب للقصص لاتمام واجب الانشاء,,و لم يصدقو اني انا من كتبتها وتأثروا بالقصة,,
اما رأي المعلمة كانت تتلخص بالدراجات ,,ولكن  عجبت عندما اعادت الواجب للطالبات ماعداي لعدم كتابتهم  ملخص القصه والعبرة منها ,,وهذا بالطبع مالم اغفل عنه في قصتي فاحسست ان قصتي كانت كامله من كل النواحي,,
وبهذا انتهت حصص التعبير الانشاء من جدولي,,
مع انها استمرت تلاحقني في المنزل من قبل اختي فهي تعتبرني موسوعه ثقافيه وان طلبها ليس صعبا  تعلق قائلة :قضيت ساعتين وانا اكتب في سطرين وافاجأ عندما اعطيكي الواجب بأن القلم لا يأخذ استراحة في يدك و تنهين الامر في دقائق معدوده فكانت على عكسي الدرجة الاعلا تنالها  في مادة التعبير والانشاء


ومع اني استمتعت بالحصة الاخيرة في هذه المادة ونلت مبتغاي فيها الا ان هذا الامر لم يشفع له لاعود للكتابه و التأليف,,
اصبحت اشعر ان الكتابه والتأليف ربما لا تلائم زماننا هذا  فهي هواية او موهبه ساذجه ولا يوجد من يقدرها هذا ما زرعته المدارس بداخلي..

صرت اعجز عن الكتابة و التعبير عن مابداخلي واهملت هوايه جميله كانت لربما ستثمر بداخلي
فهل من امل ان تعود..؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق